كلمة الرئيس ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء
الخميس، ٠٤ نيسان، ٢٠٢٤
ألقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلمة في جلسة مجلس الوزراء جاء فيها: تنعقد جلستنا اليوم على وقت استمرار العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان موقعاً شهداء وجرحى ودماراً هائلاً. اليوم عقدنا اجتماعاً مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، وأجرينا نقاشاً مستفيضاً حيال ما يحصل في الجنوب وطلبنا المساعدة السريعة، خصوصاً وأن هناك حوالي 100000 نازح من قرى الجنوب و313 شهيد وحوالى 1000 جريح، والكارثة الكبرى هي في الأضرار الحاصلة في القطاع الزراعي حيث هناك 800 هكتار تضرروا بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية فقدوا وحوالى 75 في المئة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي. وأنا أرى وجوب أن نعلن منطقة الجنوب منكوبة زراعياً خصوصاً وأن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة.
الأمر ذاته ينسحب على القطاع التربوي، حيث هناك حوالى 75 مدرسة مغلقة نهائياً، ناهيك عن ملف إعادة إعمار ما تهدّم وأولوية البحث عن مصادر التمويل.
أضاف: نحن نؤكد أن السلام الحقيقي الذي ننشده هو (سلام العدالة الإنسانية) ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي منددين بالإعتداءات ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب وإحلال السلام وإبعاد الحرب عن المنطقة. وأحب أن أؤكد من خلال مجلس الوزراء أن للبنان أصدقاء في كل دول العالم يعملون بصدق للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف عدوانه على لبنان.
كما نثمّن الإتصالات والزيارات التي تقوم بها مراجع دولية صديقة ومحبة للبنان، سعياً للإسهام بإيجاد مخارج حل للأزمة الرئاسية، ونؤكد أن انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع، وهو في أولويات خياراتنا التي تعزّز الثقة بلبنان كدولة ووطن. مسؤوليتنا جميعاً أن نهتم بأحوالنا، بمقدار اهتمام الدول بنا. إن التلاقي والتحاور هما أقصر طريق لإنقاذ وطننا من خطر الفراغ والأزمات المفتوحة على أخطار كثيرة.
وقال: فوجئنا صباح اليوم بملامح أزمة ديبلوماسية مع قبرص، حيث هاجمت بعض الصحف القبرصية لبنان صباح اليوم على خلفية ملف النازحين الذين يصلون الى قبرص بطريقة غير شرعية عبر المياه اللبنانية.
لقد أجريت الإتصالات اللازمة مع السلطات القبرصية وأكدت الحرص على أفضل العلاقات مع قبرص ولا نقبل أن نصدّر أزمة النازحين إليها. وشدّدت خلال الإتصالات أننا، في ملف النازحين، أمام واقع يجب على العالم تفهّمه. النازحون يدخلون الى لبنان خلسة ولا أحد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود، فإذا قرّرنا ترحيل السوري الى بلاده نواجه بمسألة حقوق الإنسان، وبالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا.
وقال رئيس الحكومة: لقد تواصلت مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس وتمنيت عليه أن يطرح في اجتماع الدول الأوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الإتحاد الأوروبي لمساعدتنا في عملية ترحيل النازحبن غير الشرعيين من لبنان.
كذلك عقدنا هذا الأسبوع اجتماعاً لملف النازحين حيث قدم وزير الشؤون الإجتماعية ورقة حددت بوضوح مطالب لبنان وأهمها مطالبة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بتزويدنا بالداتا الكاملة عن أوضاع النازحين، لكون الداتا التي وصلتنا لا تحدد تاريخ دخول النازحين الى لبنان.
وقال رئيس الحكومة: في ملف إعادة هيكلة المصارف سمعنا كلاماً أن هذا الملف قد طوي، وهذا القول غير صحيح، فالملف يدرس بهدوء وعندما تكتمل عناصره سندعو الى اجتماع وزاري لدرسه قبل عرضه على مجلس الوزراء وفق رؤية تنظيمية واضحة يتبناها الجميع.
أضاف: قيل الكثير بشأن الكتاب الذي وجهناه الى جهاز أمن الدولة، وأبلغنا نسخة منه الى معالي وزير الداخلية وسائر الأجهزة الأمنية الأخرى. ولقد أعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه وبدأ البعض يعطي تفسيرات مغلوطة لما حصل. هذا الكتاب يندرج في إطار العمل التنظيمي وليس كشفاً أمنياً لأي حزب أو قيادي أو طرف سياسي، كما يزعم البعض، ولا تصفية حساب مع أحد. وقد سمعنا الكثير من الشكاوى حول غياب شرطة السير عن الطرق، بسبب تكليفهم بمهمات حماية، فقررنا تنظيم هذا الموضوع. كما أن العلاقة مع معالي الوزير ممتازة، ولا خلاف معه، والموضوع سيأخذ طريقه كما قلنا الى التنفيذ الجدّي والحازم مع وضع الإقتراحات في عهدة مجلس الأمن المركزي ليقرر ما يراه مناسباً.
وفي الملف الأمني أيضاً لا بد من أن ننوّه بالعمل الأمني الكبير الذي يبذل من كل الأجهزة لا سيما لجهة الكشف السريع عن الجرائم في أسرع وقت.
وختم: مع لقاء عيدي الفصح المجيد والفطر السعيد نعايد اللبنانيين، مواطنين ومنتشرين، ونتمنى للبنان كل الخير، داعين للشهداء و الضحايا بوافر الرحمة.